الخميس، 4 نوفمبر 2010

المستحيلات الثلاثة – المقدمة



"لا للمستحيل" ... مضحكة أوي الجملة دي! كل ما أسمعها بأرفع دماغي وأدور على اللي قالها . بيبقى عندي فضول أشوف شكله, شكل الشخص ده الذي لا يعرف المستحيل. مش سخرية واللهِ , أنا فعلا مقتنع إن في ناس كده في الدنيا, لكن طبيعي إنهم قليلين جدا .. عشان كده لما  بأدور عليه, بأكون في الحقيقة بدور على شخص معندوش الايمان بان مفيش مستحيل, لكن عنده أمل ... شخص لسة بيحاول يقنع نفسه بإن البشر دول جبابرة ويقدروا يعملوا أي حاجة ... وياريت يسمحلي اختلف معاه.
المستحيل حقيقة مؤكدة مهما حاولنا ننكرها بنقابله كل يوم ونعمل نفسنا مش واخدين بالنا. المستحيل .. هو اللي بيحافظ على التوازن اللي في الكون. إزاي؟ أنا عندي ايمان بالنظرية الفيزيائية اللي بتقول:
“For every force, there exists another force equal in magnitude & opposite in direction”


بأحترم  الشخص اللي قال كده اوي لإن الجملة دي بتفسر حاجات كتير. لو فكرنا فيها بعمق ,هنقدر نطبقها على كل حاجة في حياتنا. حقيقة إن كل  قوة موجودة في الدنيا ليها قوة تانية عكسها عشان يحصل الاتزان الكوني, معناها إن العكس أيضًا صحيح. يعني إيه؟ ببساطة , معناه إن لو في قوة احنا بننكر وجودها, إذًا هي مش موجودة, إذًا عكسها مش موجود ... يعني مثلا لو قلنا مفيش حزن, نبقى بننكر وجود السعادة, ولو قلنا مفيش شر, نبقى بننكر وجود الخير, ولو قلنا مفيش كفر, نبقى بننكر وجود الإيمان ...

كلام غريب شوية لكن لما فكرت فيه بصراحة لقيته ييجي منه. هقولك ليه! ... "المعنى" هو عبارة عن تمييز لفكرة عن فكرة تانية .. يعني مثلا لما بأقول معنى الصعب هو إيه؟ الصعب هو اللي مش سهل, بأميز الصعب عن عكسه. هل تقدر توصف مدى الصعوبة أو السهولة بتاعة حاجة بطريقة تانية؟ حاجة مثلا لا صعبة ولا سهلة؟ .. طب إيه؟ نص نص؟ .. طب نص إيه ونص إيه؟ ... برده نص "صعب" ونص "سهل". ببساطة, إذا كان المعنى محايد, ماكانش هيبقى موجود, لأننا مكناش هنحتاج نفرقه عن حاجة تانية.
وافتكرت حكمة  قديمة بتقول  "فبضدها تُعرف الاشياء"...
إذًا, كل شيء موجود ... وإذا كان ال"ممكن" موجود, فال"مستحيل" موجود أيضًا.

كلمة تانية بسمعها كتير يقولك  "من رابع المستحيلات" ... نعم؟ رابع بمعنى إيه؟ ... يعني احنا لما نحب نبالغ في استحالة حدوث حاجة معينة, بنضمها للستة مستحيلات, وبتكون هي الحاجة الرابعة؟ ... ماهو لو كده يبقى أكيد في تلاتة اصليين , ولا إيه؟
بحثت كالعادة عشان أوصل لل"تيتة" بتاعت الموضوع, ولقيت إنه فعلا هناك ثلاث مستحيلات متفق عليهم من قديم الأزل. التلاتة أغرب من بعض. اتفقت مع اللي حطهم في استحالة بعضهم فعلا  واختلفت معاه  في تانيين. لكن بعد ما فكرت تاني بالراحة , وصلت لنتائج مختلفة تماما نتائج مفاجئة مخيفة.
علشان أوصل  للنتائج دي, قررت أدي نفس وقت للتفكير في كل واحد فيهم اتحدى فكرة استحالتهم واشكك فيها ... أحاول اتخيل وجودهم فعلا في الحقيقة ... ومن خبرتي عن طريقة تفكيري, عرفت إن دي "قعدة من اياهم" ...

قفلت أغنية الست اللي عادة بتكون شغالة لما بتجيلي فكرة من الأفكار المنيلة دي (وكانت الأغنية المرة دي  "دليلي احتار" ... سخرية القدَر) ... ورحت المطبخ عملت كوباية  نسكافيه لزوم المزاج  (كداب أوي , النسكافيه ده ولا بيفرق معايا بس زي ماتقول كده إيه, بدخل نفسي في ال  “mood”  زي مابيقولوا) ... وقفلت باب الاوضة  ... و فردت طولي على السرير
لحظات غريبة مرت أول ماقفلت عيني لحظات من الترقب , الحماس , الانتظار أنا عارف إن خيالي ساعات بيجيب حاجات عجيبة, أنا نفسي مش بصدقها بعد كده بدأ قلبي ينبض  بسرعة , شعرت ان شيء ما على وشك الحدوث  ...



...

وفجأة  ...

"بووووومبة .. ادتني بوووومبة بووومبة ... حد فقعني زوووومبة,
مين
فينا مخدش في يوم بمبة وطلعت من نا-فو-خه؟
عيني على اللي
زمان لو خش مكان كل اللي فيه يدوخوا"

؟؟؟؟
إيه
ده؟

طيب .. خليني مكمل أما أشوف أخرتها ...

"أنا جوه مني صرخة, نصيحة نفسي اصرخها,
مش
أي سمكة ملونة ينفعنا بطروخها"

قلت  لأ بقى! ماهو أنا خيالي غريب آه, انما مش كده أبدا! هي حصلت بطروخها؟

فتحت عيني واتنترت وقفت جنب السرير عشان أشوف مصدر الزبالة دي فين؟ وكالمتوقع , شباك أوضتي مفتوح , والصوت جاي من سماعة عربية لادا حمرا معدية تحت بيتنا (أنا ساكن في مصر الجديدة) ... الرحاب برضه ليها مميزاتها!

المهم قفلت الشباك وفتحت التكييف ... ورقدت على السرير  ... وقفلت عيني بالراحة ... حاولت التركيز في  "لا شيء" ودي من أصعب الحاجات اللي ممكن تعملها في حياتك حاولت جاهدا فلترة أفكاري كلها عن الامتحانات, الصحاب, المذاكرة, الخروج, الأهل, النور اللي جاي من الأباجورة رغم إني قافل عيني, الدوشة اللي قدرت تخترق إزاز أوضتي المقفول, الحاجات الكتير اللي ورايا أعملها ونجحت نوعا ما...
مرت لحظات من الملل الفراغ الإستفزاز ورغم إني عارف إن خيالي ساعات بيجيب حاجات عجيبة, أنا نفسي مش بصدقها بعد كده إلا إن ضربات قلبي متغيرتش اطلاقا كنت متأكد إن مفيش أي حاجة هتحصل

وفجأة

بدأت جميع الأصوات في الخفوت في غضون لحظات, استطاع الصمت النابع من داخلي ان يمتد ليغرق  بين طياته كل شيء من حولي, اختفت أصوات السيارات الآتية من الشارع , اختفى صوت بمبة أبوالليف, اختفى نور الأباجورة, اختفى كل إدراكي بالواقع الذي أعيشه ...



و خيم على عالمي صمت مخيف مقبض إلا من شيء واحد


صوت صراخ رهيب يأتي من بعيد


صراخ مرتفع صخب, من صوت ضعيف مستنجد ...


صراخ يكاد يكون مستحيلا في حد ذاته … يكاد يصم الآذان ...

صراخ جعلني أسأل نفسي ...

أين أنا؟ ...

[TO BE CONTINUED]

هناك 3 تعليقات:

  1. ya sakheef !!!:S

    ردحذف
  2. Ola Gamay11/05/2010

    El design to7faa ,el esloob to7fa ,el 7abka to7faaaaaaaaaa i just luv it,,, 3'areeba awi 3yza a3raf el takmela enta beygeelak el afkar dh menin ya lolo ? Chapeau luv u 2 awiii w yalla b2a kamelha gd luckk = )))

    ردحذف
  3. ana mota7ames eni a3raf ba2etha ... we edaie2t lama la2et en lessa " to be continued " :D ... nazel el takmela besro3a :))

    ردحذف