الاثنين، 11 أكتوبر 2010

الرهان

الرهان

كنت عارف اللي فيها, قالولي في أول المشوار,
السكة صعبة, موووت يا حمار

كنت عارف اللي فيها, لما اخدت قراري,
عارف قد إيه هيصعبلي مشواري

كنت عارف رهاني على إيه من قبل ما اللعب يبدأ,
عيني مش عالمادة الفانية, عيني من أول عالكاس,
عارف إيه في طبقي بسهولة هبلاعه, وفي إيه هشرق,
وعارف سخافة اللي هيجيلي من إحساس

إحساس سخيف ورزل,
لما الأبواب في الوش تتقفل

لما صاحبنا يجيب آخره وزيادة شوية,
ويتقاله بله واشرب المية

لما يتعهد إن الغلط يسيبوا والصح يحاول يعمله,
يقوم يلاقي غيره سابقه والطريق هوه لسة في اوله

لما تختلف مقاييس النجاح عن اللي من أهلنا اتعلمناه,
وتختلف لغة الكلام عن اللي زمان اتكلمناه

لما الصح, يبدل مع الغلط مكانه,
والملتزم خلاص ميلقالوش كيانه

لما يتفهم الصمت ضعف, والصبر قلة حيلة,
ويقف بدل السبب ألف قدام الكلمة الجميلة

ويشك الصالح في نفسه, في دنيا متشقلبة,
فيها الخير قليل والكترة متغلبة

ولما يحاول يقول “أنا اللي صح ياخواننا,
ازاي كده بسهولة قدرتوا تقلبوا الآيه؟"
يقولوله "يا عم حوش مثاليتك عن وداننا,
الضرورة تبيح المحظورات,والوسيلة تبررها الغاية"

يقول"أنا بعمل اللي يرضي ضميري, وميخصنيش رأيكو",
يقولوله “ده أي كلام, إنت اللي زيك بيتلككوا ....

بتحاول من غير ماتحس توهم نفسك,
إن قلة حيلتك وصبرك وضعفك,
ماهم إلا رضا لدينك وربك,

فوووق … القوي دلوقتي حتى إن كان غلط,
بيتضربله تعظيم سلام ويتقاله مين قدك,
اتعلم تساير الدنيا وتمشي فيها أمورك,
مش هينفعك تعاليك على الواقع وغرورك,
ومش هتنفعك عزلتك وصدك,

هتقولي مسألة مبدأ؟
هقولك مش هينفعك برضه اختلافك وعندك,
الدنيا بتتغير و الكل معاها,
يبقى على إيه تعبك و جدك؟
لو الطريق الصح عند الناس اتغير,
يفيد بإيه تمشي في طريق من عندك؟

هتعرف يعني تغير حال الدنيا؟
طب ماكانوا نجحوا اللي قبلك,
شوفهم فين دلوقتي,
وراجع نفسك على مهلك,
ماتفضلش كده ماسك علي اللي علمهولك اهلك,
لا أنت من زمانهم ولا هم من زمانك,
مش هينفع تعيش عيشتهم, لازم تعيش سنك,

يا عم فترة شباب وهتعدي,وإن كانت يا سيدي غلط,
اديك في يوم من الأيام هترجع لرشدك,
طب بذمتك, مانفسكش تفكها شوية, جوه قوي في قلبك؟
متعبتش من اختلافك عن كل اللي قدك؟
مش حاسس بهزيمتك؟ مش حاسس بضعفك؟ "

.....

شوية من اللي قلته سمعته فعلا من ناس معايا,
وشوية منه طلع من غير ماحس من جوايا

بسمع نفسي أفكار غيري,
عشان أعرف ليه أنا أنا وهما غيري

بفكر, وفي كل حاجة بشك, ماهو هوه ده التفكير الموضوعي,
لكن الحكاية تختلف شويتين في موضوعي

أصْلي مهما شكيت, أو حاولت حاولت المواقف تغيرني,
مش بأيدي غير إني ادعي ربي يثبتني ويصبرني
وإن جيت في يوم ونسيت طريقي, يرجعني, يفكرني

بدعيه في دنيا تداخلت فيها كل المعاني,
اتلخبطنا فيها بين المجني عليه و الجاني

بدعيه في دنيا صعب فيها قوي مانتغيرش,
لان الطيبة فيها ببساطة مابتعمرش,

بدعيه في دنيا بقت فيها كل الألوان,
إن لوني يفضل ثابت,
حتى لو امواج التغيير اجبرته يكون باهت,
بدعيه إن لوني يفضل ثابت,
مهما مشاكلي واحتياجاتي وذلاتي زادت,
بدعيه إن لوني يفضل ثابت,
ومهما ايامي اتغيرت وجابت,
بدعيه إن لوني يفضل ثابت,

بدعيه إنه لو جاله يوم واتخلط بألوان تانية,
أعرف اناديه … افوقه … ارجعه ليَّ في ثانية

بدعيه مايكونش رمادي,
لا طايل الناحية اللي هناك ولا طايل الناحية دي

وبدعيه مايكونش اسود, شايل من الناس,
فاقد البصيرة, فاقد الإحساس

بدعي يكون لوني أبيض, معكر شوية؟ معلش … وماله,
في الآخر برده بشر, ولله وحده كماله

فيه اللي زغللت عينه غير الأبيض ألوان,
الأحمر والأصفر والأزرق .. ال"بيبي بلو" كمان,
ضحك عالدقون ولعب بالاذهان,
مش عاجبه فراغ الأبيض و المبالغة في بساطته,
في دنيا زاد تعقيدها حد الجنان
لكن يعرف إيه ده عن هدوئه و طهارته,
نسي إن مهما التنوع والتعقيد كان,
الأبيض برده هو الأصل والباقي كله فان

وإن كان حب الخلق بييجي بلون تاني, ايا كان,
حب الخالق أهم … قرار متاخد ومتراهن عليه من زمان

مش أنا الطاهر اللي عمر ماعرفلي الغلط طريق أو مكان,
لكني بحاول, مش بـضحك على نفسي وبقول كل زمان
وله ادان الصح صح والغلط غلط مهما اتغيرت الأزمان,
ولو في يوم غلطت هاقول أنا آسف , أنا غلطان
وهارجع تاني لمبدأي الأصْلي مهما ضعفت وخالفته,
مايرضينيش غيره كيان

ومهما اختلفت طرق التقييم, وزادت قوة الهدم والتحطيم,
واتقال على اللئيم عظيم, وعلى الكلامنجي كريم,
وعلى المحترم ممل ... ورجعي وقديم,

ومهما اختلفت موازين القوة, وموازين الرجولة الحقيقية الموجودة من جوه,
ومهما علي على صوت صاحب الحق صوت الفتوة,

ومهما زادت القدرة عالفشخرة,
والقدرة عالتشويش والبعترة,

ومهما زادت القدرة عالخداع,
و القدرة عالابداع والإقناع,

مهما طرأت كل التغييرات دي على عقل وحكم الإنسان,
برده الصح صح والغلط غلط في أي زمان ومكان,
وإن جالنا يوم وغلطنا فـكلنا إنسان,
بيحاول يلتزم بالصح رغم مرارته,
راضي يبان ضعيف, راضي في أوقات حتى بالهوان,
راضي بأيام يكون فيها مهزوز, مهزوم,
مشتت, مظلوم,
أيام يكون فيها تعبان,
أو يكون فيها يائس أو مكسور أو قلقان,
لكن مطمن لوجود رب كريم,
غفور, عادل, رحمن,

برفع إيدي وادعيله في عز يأسي يحسسني بالأمان,
يرجعلي أملي ويصبرني وانا زهقان,
بدعيله ينصرني يوم أكبر امتحان,
بادعيله يومها ابص ورايا ...
وأفتكر الإحساس الرزل السخيف ...
أفتكر كل يوم حرمان ...
ألاقي ده كله في رضاه هان
أشوف لوني كسبان ...
أشوف بعيني صحة قراري … وإني كسبت الرهان!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق